“إن الظاهر ليس مكان نعيش فيه لكنه مكان يعيش فينا”
هذا هو شعار مبادرة “أنا من الظاهر” ، وهي مبادرة أُنشئها مجموعة من سكان الظاهر1. ليس هذا مجرد شعار جذاب، بقدر ما هو تجسيد لجوهر شعور عدد كبير من سكان الظاهر – الحاليين أو السابقين على حد سواء – نحو حيهم. فإنك إن سألت أي شخص يعيش (أو كان يعيش) هناك حول مشاعره نحو الحي، فسوف يتغنى بالثناء عليه. سوف يقولون لكم “لقد كان حي الأجانب … كان أرقى من مصر الجديدة”، أو أنه كان ” المكان الذي يجَمع كل الناس معاً.” وفي هذا المقال من سلسلة مقالات “أعرف مدينتك” سوف نتجول في هذه المنطقة، التي يُعرف عنها القليل، لمعرفة ما سبب تميُزها بالنسبة لأولئك الذين يعرفونها وكذلك السبب في أن الكثيرون يميلون الآن إلى وصفها بصيغة الماضي.
الظاهر في أرقام
المحافظة: القاهرة
الحي: الويلي
المساحة: 2 كم2 (تم حسابها باستخدام أداة جوجل تطبيق: خرائطيMy Maps)
عدد السكان: 72,278 نسمة (الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، 2013)
إن حي الوايلي يتألف من قسمان: الوايلي والظاهر، وكلاهما ينقسم إلى عدداً من الشياخات. الأرقام المذكورة أعلاه هي لقسم الظاهر فقط. والمساحة المذكورة هي تلك التي تقع ضمن الحدود الإدارية الرسمية للقسم (انظر الخريطة) وعدد السكان المشار إليه هو إجمالي عدد الأشخاص الذين يعيشون في الشياخات الستة الموجودة في القسم، تلك الشياخات هي: 1) أبو خودة، 2) الجنزوري، 3) السكاكيني، 4) الظاهر، 5) القبيسي، و6) غمرة. من المهم أن نلاحظ أن الحدود الإدارية للقسم لا تتطابق تماماً مع ما هو معروف شعبياً لدى السكان بمنطقة الظاهر. والعكس صحيح أيضاً، حيث أن بعض الأماكن والمباني التي تقع داخل الحدود الإدارية للظاهر قد يعتبرها كثير من السكان خارج حدود المنطقة.
قصة حي الظاهر
إن منظر حي الظاهر من شارع رمسيس أو من أعلى كوبري 6 أكتوبر، قد يعطي الانطباع بأنه حي قديم مثل أحياء وسط المدينة أو شبرا، وأن به الكثير من المنشآت المسيحية، حيث يمكن رؤية العديد من الكنائس بوضوح. ولن يكون هذا بعيداً جداً عن الحقيقة، ولكن نظرة فاحصة سوف تكشف أكثر من ذلك بكثير. وستتكشف قصة بدأت في القرن الثالث عشر بجامع.
القرن الثالث عشر: وضع حجر الأساس
في عام 1260، كان يحكم مصر المملوك “الملك الظاهر بيبرس البندقداري”، المعروف باسم “بيبرس”2. في ذلك الوقت، لم يكن هناك سوى جامعان هما “جامع عمرو بن العاص” و “جامع الحكيم”، اللذان يمكن أداء صلاة الجمعة بهما. وكان أداء صلاة الجمعة غير مسموح به في الجوامع الأخرى، بما في ذلك الأزهر3. غير أن هذا سرعان ما تغير بعد تولي بيبرس السلطة. في عام 1266، أُعيد فتح الأزهر لأداء صلاة الجمعة، وبعد مرور عام بدأ بناء جامع لتقام فيه صلاة الجمعة أيضاً (بهرنس- أبو سيف، 2012). الموقع الذي تم اختياره للجامع الجديد كان “ميدان قراقوش”، وهو مربع كبير شمالي المدينة، حيث – على حسب ما يقال – كان بيبرس يلعب لعبة البولو (مبارك، 1886) 4. وقد انتهى البناء في عام 1269. كان الصرح الناتج يغطي مساحة قدرها 500،12 متر مربع، وعلى مر القرون، سوف يُستعمل في استخدامات أخرى غير تلك التي بُنى لأجلها، ويكتسب أسماء مختلفة، ولكن اسم السلطان هو الذي سوف يسود في نهاية المطاف، والمنطقة المحيطة سوف تُعرف بالاسم الذي نستخدمه اليوم، الظاهر.
وجعلوا [الفرنسيين] جامع الظاهر بيبرس، خارج الحسينية قلعة ومنارته برجا، ووضعوا على أسواره مدافع وأسكنوا به جماعة من العسكر، وبنوا في داخله عدة مساكن تسكنها العسكر المقيمة به (ص. 56)
كما حصل الجامع على اسم جديد “حصن سلكويسكي” وقد سُمي على اسم “جوزيف سلكويسكي” المعاون الشخصي البولندي لنابليون، الذي تُوفي في ثورة القاهرة في أكتوبر 1798. لم يستثن محيط الجامع من التغيير كذلك. فقد ذكر الجبرتي أن الفرنسيين قاموا أيضاً بردم بركة الرطلي جزئياً وقطع الأشجار في الحدائق المحيطة بها.
القرن التاسع عشر: أساسات جديدة
لكن في نهاية المطاف لم تدم حملة نابليون وقتاً طويلاً؛ ففي عام 1801 كان علم الإمبراطورية العثمانية يرفرف فوق جامع الظاهر (باتون، 1870). ومع ذلك فإن طرد الفرنسيين لم يكن يشير إلى نهاية استخدام الجامع في غير ما بُني له. أثناء حكم محمد علي، الذي جاء إلى السلطة في عام 1805، أصبح الجامع مخبز حكومي. ووفقاً لأندرو أرشيبالد باتون (1870)، وهو دبلوماسي بريطاني فإنه كان يتم توريد ثمانين أردب 5 من الذرة له كل يوم لصنع الخبز.
في عام 1849، أنشأ عباس الأول، حفيد محمد علي، ثكنات على جهة الشمال الشرقي من الجامع. لتتطورهذه المنطقة في وقتٍ لاحق لتصبح منطقة سكنية معروفة باسم العباسية. كما أشرف الوالي خلال فترة حكمه على الانتهاء من خط السكة الحديد الذى يربط بين القاهرة والإسكندرية، وكان مسار السكك الحديدية يمر بجوار الجامع الذي تحول إلى مخبز. وكانت المحطة الرئيسية على بعد ميل واحد فقط.
وقد ظهرت بارقة أمل لجامع بيبرس في عام 1869 حيث أصدر الخديوي إسماعيل، رابع خلفاء محمد علي، مرسوماً بإنشاء متحفاً للفن العربي، وكان المكان المقترح للمتحف هو جامع الظاهر. ولكن في النهاية، تم استخدام الساحة الداخلية لجامع الحكيم لتضم مجموعة المتحف الأولى (كارستينز، 2014، ساندرز، 2008). وعلى الجانب الآخر واجه جامع الظاهر مصير مختلف تماماً. ففي عام 1882، أصبحت مصر “محمية مستترة” لبريطنيا، وأصبح الجامع “المدبح الأنجليزي”.
بقى الجامع، أو “المدبح”، كما بدأ الجميع يُطلقون عليه، في أيدي البريطانيين لسنوات لاحقة. وفي هذه الأثناء، تغيرت المنطقة المحيطة به. تم ردم المستنقعات الواحدة تلو الأخرى6. أما الخليج المصري فقد رُدم بواسطة شركة القاهرة للترام والتي كانت قد مُنحت الامتياز في عام 1897، لكي تُنشئ خطاً للترام على طول مجرى الخليج. تم بناء عدد من المباني في المنطقة في التسعينيات من القرن التاسع عشر، وكان من بينها المعبد اليهودي “نيفي شالوم” Neve Shalom [واحة السلام]، الذي تأسس عام 1890، وظل معروفًأ بأنه المعبد الرئيسي في القاهرة حتى يتم تأسيس “شعار هاشامايم” Chaar Hachamaïm [أبواب الجنة] في وسط البلد (باتان، 2005). نيفي شالوم أو “الكنيس الكبير”، كما كان يُطلق عليه، كان الأول فقط من عدة معابد تم بناؤها في المنطقة ، حيث تأسس أيضاً المعبد اليهودي “نسيم أشكينازي” Nessim Eshkenazi في عام 1894. 7
خلال تلك الفترة، كان قد بدأ أيضاً بناء المجمع الذي سوف يشتمل على سكن لإقامة الرهبان من دير سانت كاترين للروم الأرثوذكس وكنيسة مرفقة. المنطقة المحيطة بمجمع الكنيسة أصبحت تُعرف باسم “طور سينا” أي [جبل سيناء] (حيث يقع الدير). وفيما وراء “طور سينا” إلى الشمال كان هناك مبنى آخر يتشكل في عام 1897. كان صاحبه رجل أعمال دمشقي اسمه جبرائيل حبيب السكاكيني (1841-1923). عندما وصل السكاكيني إلى مصر كان مراهقاً، وبدأ العمل في شركة قناة السويس في بورسعيد (رأفت، 2005). وفي وقت لاحق، عندما بلغ 26 عاماً، أنشأ شركته الخاصة في القاهرة.
إن قصر السكاكيني دائري الشكل هو قصة أخرى. به العديد من الأبراج والقباب المخروطية وتلك التي على شكل البصل، وجرجول العصور الوسطى ، ويبدو مثل قلعة الأحلام لطفل أكثر من كونه منزل أحد الباشاوات. كل ما ينقصه لكي يكتمل الخيال هو وجود خندق وجسر متحرك. غرف وقاعات القصر ال50 بها أكثر من 400 من النوافذ والأبواب، ويتضمن الديكور الواضح جداَ أكثر من 300 من التماثيل النصفية والتماثيل، والعديد منهم فاضحاً إلى حدٍ بعيد.
وبوجه عام فإن هذا هو واحد من أفضل الأمثلة على جموح معمار الفترة الخديوية.
… معروف رسمياً وباللهجة العامية على حدٍ سواء بمجموعة متنوعة من الأسماء – ” سوق العبيد القديم” ، و ”المخبز، و”المدبح”. 12 لكنه في نظر مهندس معماري لا يمكن أن يكون إلا جامعاً، إذ أن قيمته الأثرية والغرض منه واضحان حتى حين يمر الفرد من أمامه وهو مستقل الترام (بريجز، 1918).
وقد تحسنت الأوضاع في وقت لاحق بالنسبة لهذا المبنى سئ الحظ (وإن كان هذا مؤقتاً). فقد قام الملك فؤاد، على حد تعبير ك. أ. ك. كريسويل (1926)، ب “إنقاذه من سوء الاستخدام”. خلال حكم فؤاد، تم إزالة “عدداً من المباني الرديئة” التي كانت قد أُقيمت في المناطق الداخلية في عام 1920، وتم تحويل الجامع إلى حديقة (صفحات 155 – 156).
وبالإضافة إلى هذا ، فإن الأمر لم ينحصر في عدد السكان الكبير فقط ، ولكن وجودهم أيضاً أتسم بتواجد العديد من المؤسسات المختلفة. إلى جانب المعابد الأربعة التي كانت قد تأسست بين 1890 و 1925، كان هناك أيضا المدارس المجتمعية اليهودية في المنطقة. في الفترة بين 1920 و 1936، قام اليهود الأثرياء ذوي النفوذ بتأسيس ثلاث مدارس، وكلهم كانوا على مقربة من قصر السكاكيني باشا. كانت هذه المدارس، بالترتيب الزمني للتأسيس مدرسة موسى قطاوي باشا ومدرسة ماري سوارس وبيتي ليسيه دي سكاكيني. وأيضاً، بالقرب من ميدان فاروق (الذي أصبح فيما بعد ميدان الجيش)، عند تقاطع شارع سبيل الخازندار وشارع مصنع الطرابيشي كان يوجد مبنى بارز جداً، كان قد تأسس بواسطة الاتحاد الإسرائيلي العالمي لتوفير التعليم لغير الميسورين، وهي المدرسة اليهودية المجتمعية والتي لازالت تعرف باسم المدرسة الاسرائيلي.
وقد ازداد التواجد اليهودي في الحي بسبب نقل مجتمع مستشفى القاهرة الإسرائيلي إلى الظاهر في عام 1924.
شهدت الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي بداية النهاية لهذا الوجود القوي وطويل الأمد. فقد رحل عدد كبير من سكان الظاهر اليهود، بالإضافة إلى نظرائهم اليهود من جميع أنحاء البلاد خلال هذه السنوات وتلك التي تليها. بعضهم رحل بمحض إرادته، في حين أن كثيرين آخرين قد أُجبروا إما بصورة مباشرة أو غير مباشرة على المغادرة، وذلك نتيجة لمناخ سياسي غير مستقر، وغالباً ما كان عدائي، في أعقاب قيام دولة إسرائيل عام 1948، وارتفاع التوتر لاحقاً بين مصر وإسرائيل. وقد أصبح اليهود موضع شك بصورة متزايدة بأنهم من الصهاينة، خاصة بعد “فضيحة لافون” عام 1954، وهي عملية استخبارات إسرائيلية كانت قد فشلت، وكان 13 من اليهود المصريين متورطين فيها 16. وفي وقت لاحق، في عام 1956، أحدث العدوان الثلاثي من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر مزيد من الأضرار بالنسبة للجالية اليهودية في مصر،حيث تم اعتقال العديد منهم، أو طُردوا أو فقدوا أعمالهم (بينين، 2005).
وقد كانت البداية ب “ستوديو ناصيبيان” الشهير وهو ستوديو لتصوير الأفلام تم بناؤه في عام 1937 بواسطة مؤسسه ومالكه هرانت ناصيبيان السوري الأرمني. وشمل الاستوديو أماكن للتصوير، ومختبر لتحميض الأفلام ووحدة مونتاج. وله سجل إنتاج يصل إلى 145 فيلماً على الأقل ، ومن بينهم ما يعتبره العديدون من أكبر وأكثر الأفلام تأثيراً في السينما العربية على مر الزمان.
في عام 2003 بدأت الجمعية بعض الأنشطة المسرحية على نطاق صغير والتي لاقت شئ من النجاح. كانت الخطوة التالية هي التخطيط لإعادة تأهيل المساحة القديمة بإقامة مسرح ستوديو ناصيبيان من أجل إحياء تراثه. غير أن هذا لم يكن بالعملية السهلة. ووفقاً للمنسق التنفيذي الحالي لجمعية النهضة “بعد النجاح الكبير في التواصل مع المنطقة، تم الاتفاق مع المدرسة لبناء مسرح ناصيبيان في منطقة جراج اوتوبيسات مدرسة الجزويت وفقاً لشرطين: أن جمعية النهضة لن تمتلك الأرض وأن يكون من الممكن إزالة المسرح.” (قلادة، 2014).
واليوم فإن الجمعية ومسرحها مازالت مستمرة في أقامة مدرسة السينما، وتنظم حفل سنوي لتقديم جوائز للأعمال السينمائية كما تقدم عروض مسرحية، إلى جانب أنشطة أخرى فنية وثقافية. وأيضاً تركز جهودها لإحياء ذكريات “العصر الذهبي المجيد” لتراث حي الظاهر السينمائي.
المكان وأهله
إذا سألت أي شخص يقيم أو كان يقيم في الظاهر حول ما هي طبيعة المنطقة، فمن الأرجح أنهم سيعودون بذكرياتهم إلى الوراء بحثاً عن إجابة، وسوف يتحدثون عن “العصر الذهبي”، تماماً كما يفعل عدداً كبيراً من المصريين في الوقت الحالي. وسوف يؤكدون على أن حي الظاهر كان خلال ذلك “العصر الذهبي” موطناً لمجموعة متباينة من السكان تتكون من مصريين وأجانب، مسلمين وغير مسلمين، وجميعهم كانوا يعيشون جنباً إلى جنب في سلام. لقد كان الجميع يعرفون بعضهم البعض بشكل جيد وكان هناك شعور حقيقي بالمجتمع. “الضاهر كانت مكانا يجمع كل الناس معا” كما قال أحد السكان القدامى.
السكان الأكبر سناً يتذكرون أيضاً باعتزاز مقدار المرح الذي كانوا يتمتعوا به عندما كانوا أطفال ومراهقين في حي الظاهر. فإنهم عادة ما كانوا يتوجهون إلى واحدة من العديد من دور السينما المحلية في أوقات فراغهم. وكانت الخيارات المطروحة أمامهم كثيرة: كانت هناك سينما “ريالتو” أمام كوليج دو لا سال وسينما “فاليري” في ميدان الظاهر وسينما “بارك” في السكاكيني وغيرها الكثير17. وفي مقابل بضعة قروش كان يمكنهم التمتع برؤية أحدث الأفلام بدون أن يضطروا لمغادرة المنطقة. ومقابل بضعة قروش أكثر كان يمكنهم شراء آيس كريم أو مشروبات غازية من “البستاني” في السكاكيني والتمتع بالرؤية المباشرة للقصر18.
وأيضاُ، كما هو الحال في جميع الأحياء المصرية، كانت هناك المقاهي حيث يقضى الشباب والرجال الكبار وقت فراغهم. ومن بين تلك المقاهي كان هناك مقهى “قشتمر”، والذي أشتهر بأن رواده كانوا ذوي مستوى ثقافي رفيع. كان الروائي المصري الشهير نجيب محفوظ واحد من رواده المنتظمين. في عام 1924 عندما كان محفوظ لا يزال صبياً صغيراً، انتقلت عائلته من الجمالية للسكنى في 9 شارع رضوان شكري، على بعد حوالي عشر دقائق من قشتمر (بيرد وحيدر، 1993).
في روايته “قشتمر” (1988) يكتب محفوظ عن مجموعة من الأصدقاء الذين اتخذوا من المقهى مكاناً لمقابلاتهم. وبالنسبة لشخصيات محفوظ كان هذا المقهى في حي الظاهر بمثابة ” دنيا الثقافة والسياسة” (صفحة 48)، و”وطن ثان لنا” (صفحة 69) و “المأوى الذي نخلو فيه إلى أنفسنا ونتبادل عواطف المودة” (صفحة 57). وعندما تم تعريف مجموعة الأصدقاء بقشتمر لأول مرة في أوائل العشرينيات قيل لهم:
والمقهى بعيد عن الأنظار، يقع عند التقاء الظاهر بشارع فاروق [الآن شارع الجيش]. صغير وجديد وجميل وذو حديقة صيفية صغيرة.
إن الذي تغير أيضاً في المنطقة هو مستوى التماسك الاجتماعي. حيث أن العديد من السكان الأصليين انتقلوا من المنطقة، وآخرون انتقلوا من المناطق المجاورة مثل الموسكي و الشرابية إليها واستقروا فيها، وذلك أضعف من الروابط المجتمعية. وفي الوقت الحاضر فإن السكان لا يعرفون بعضهم البعض كما كانوا في السابق. وكما يشرح بعض قدامى السكان، فإنه في الماضي كان المبنى السكني يضم عدد محدود من الأسر أما اليوم فإن ارتفاع المبانى السكنية لم يعد طابقان أو ثلاثة طوابق مثل ذي قبل وأصبحت المبانى السكنية تضم عدداً كبيراً من العائلات. وقد أصبح الآن أيضاً من الصعب تمييز الشعور بجو الترفيه والذي كان سائداً من قبل. إن دور سينما الظاهرأصبحت أثراُ بعد عين. دور سينما شريف وريالتو وفاليري على سبيل المثال أصبحوا الآن جراجات وفي مكان سينما بارك مبنى سكني متعدد الطوابق يُعرف باسم “برج السكاكيني”.
ما هي المشاكل في حي الظاهر؟
بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون هناك، ولا سيما للأجيال الأكبر سنا، فإن الظاهر قد تدهور بالفعل. أحد السكان من كبار السن والذي وُلد ونشأ في الظاهر وصفه بأنه كان في السابق حي “راقي” ثم ومع مرور الوقت أصبح حي “شعبي” بل ويعتبره الآن من “العشوائيات”. وبالطبع، لا يرى كل الأشخاص الأمور بالطريقة ذاتها. هناك آخرون يرون أن الحي ما زال راقٍ وذو مستوى عالٍ، ويماثل مصر الجديدة من نواحٍ عديدة. وسواء إعتُبر الظاهر من الأحياء العشوائية أو الراقية، يوجد هناك شعور مشترك بأن الظاهر قد أُهمل لفترة طويلة ولا يحظى بالاهتمام الذي يستحقه. هذا الإهمال واضح لكل ذي عينين ويظهر بشكل رئيسي من خلال الأمور التالية.
المباني التاريخية
إن مسجد الظاهر وقصر السكاكيني في حالة يرثى لها. وقد تم الإعلان مراراً وتكراراً عن مشاريع لترميم المسجد والقصر بدون أدنى تغير. ويشكو السكان أن كلا المبنيين “قيد الترميم” منذ أن تعي ذاكرتهم.
أما المعابد الثلاثة المتبقية نسيم أشكينازي وعتص حاييم وبحاد إسحاق، فإنهم أيضاً في حالة متردية للغاية واحتمالات ترميمهم تكاد تكون منعدمة. أما بالنسبة لمعبد نيفي شالوم، فإنه لم يعد له وجود، إذ أنه في الستينيات تم الاستيلاء عليه لكي يكون مقراً لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي (الحزب السياسي الذي أنشأه جمال عبد الناصر). وفيما بعد في الثمانينيات، تم هدمه وبناء مسجد الهدى المحمدي مكانه.
فرص تنمية الحي
ليس من المحتم أن تكون قصة حي الظاهرهي قصة تدهور. صحيح أن جزءاً كبيراً من نسيجه العمراني في حالة يرثى لها، ولكن الإمكانات موجودة بالفعل. وفي الواقع الكثير من تلك الإمكانات يكمن في هذا النسيج العمراني ذاته. هذه المباني المُميزة والفريدة من نوعها مثل جامع الظاهر وقصر السكاكيني تحمل امكانيات كبيرة بين جدرانها. إن العديد من المباني الدينية والترفيهية والسكنية الأخرى لديها أيضاً نصيبها من الأهمية المعمارية والثقافية. وإلى جانب ذلك فالفراغات العامة في الظاهر مصممة بشكل جيد في الأصل ووضعها الحالي أفضل من الفراغات العامة في العديد من المناطق الأخرى في القاهرة على الرغم من سوء الإدارة العمرانية والإهمال طويل الأمد للمنطقة. الطرق الرئيسية والميادين مُتميزة ومعروفة على مستوى المدينة. الشوارع إتساعها معقول، فهي واسعة بما يكفي لتحمل الاستخدامات المختلفة ولان تكون أيضاً ذات قابلية للمشي، وفي الوقت ذاته فإنها ما زالت توفر إمكانية التحكم فيها وتأمينها بواسطة الذين يقطنون فيها. وعلاوة على ذلك، فإن المنطقة متصلة بشكل جيد جداً وقريبة من قلب القاهرة النابض في وسط المدينة ورمسيس. وهذا يجعل المنطقة مليئة بالفرص من حيث خلق فرص عمل وتوفير الخدمات والوصول إلى وسائل النقل.
إن قصة حي الظاهر تدل على أن الحي كان ولا يزال مركزاً دراسياً يجتذب الطلاب من مناطق أخرى في المدينة لما به من عدد كبير من المدارس. علاوة على ذلك، ولأن عدد دور السينما فيه يقارب العدد الموجود في وسط المدينة، فقد كانت منطقة تقدم إلى سكانها (وغالباً سكان مناطق أخرى من المدينة) الترفيه بأسعار في متناول أيديهم. حتى المقاهي في الظاهر لها قصة فريدة من نوعها وبالتالي إمكانات كبيرة. في النهاية، كم عدد المقاهي في المنطقة (العربية)، باستثناء قشتمر، كتبت عنها إحدى الروايات الكلاسيكية للكاتب المرموق الحائز على جائزة نوبل نجيب محفوظ ؟
وبالإضافة إلى ذلك، فإن تحويل المباني والمقاهي ودور السينما الشهيرة القديمة والمهملة إلى الخدمات التي تشتد الحاجة إليها سوف يكون له أكبر الأثر في نوعية حياة الناس والمكان. ومن خلال توفير مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية والثقافية، فإنه يمكن أيضاً أن يجتذب استخدامات أخرى مثل توفير أماكن لمعارض شباب الفنانين ولترفيه الطبقة المتوسطة ومراكز للسياح.
إن وضع هذه المسألة في جدول أعمال الإدارة المحلية وإقناع السلطات المحلية بتبنيها، هي فرصة تم استبعادها مراراً وتكراراً. ومن ناحية أخرى، إذا أراد أحد أن يتواصل مع القطاع الخاص، فإن المستثمرون يحتاجون خطط عمل مدروسة جيداً والتي تبيّن كيف يمكن أن يستفيدوا مالياً من عمليات مكلفة لترميم وإعادة استخدام المباني القائمة في منطقة الظاهر. لكن ليس هذا بالأمر المستبعد، خاصة مع الاهتمام المتزايد لترميم المباني القديمة في وسط البلد. تعمل شركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري في ترميم دار سينما من الثلاثينيات في وسط البلد، سينما راديو، وهذا مثال رائع على كيفية جعل مثل هذه المساحات المهملة مربحة ومتميزة مرة أخرى بعد سنوات من تركها مهجورة ومتدهورة.
بيد أن هذه المهام ليس من الضروري أن تكون تجارية أو سياحية فقط. إن إعادة الاستخدام التكيّفُي ذو التوجه المجتمعي أحد أدوات التطوير التي يوصّى بها جداً والتي يتم تعزيزها دولياً من أجل فوائدها التي لا تُعد ولا تُحصى. في القاهرة، أشرفت شبكة آغا خان للتنمية على مشروع إعادة الاستخدام التكيّفُي في حي الدرب الأحمر (أحد مناطق القاهرة التاريخية) وأقامت من خلاله العديد من الخدمات المجتمعية للسكان. فقد أجتذب المركز المجتمعي الموجود في مدرسة درب شغلان التي تم ترميمها أفراد المجتمع من جميع الفئات العمرية بفضل الخدمات والأنشطة المتنوعة، مما خلق مساحة ملائمة للفن والتعليم والترفيه الثقافي والوعي الاجتماعي. فضلًا عن المركز الصحي الموجود في البيت العثماني والذي يقدم فحوصات طبية بأسعار في متناول اليد ويعقد ندوات حول أمور مختلفة متعلقة بالصحة.
الحفاظ على الذاكرة
إن ترميم المباني يسير جنباً إلى جنب مع استعادة الذكريات. ولذا، فإن انتقائياتنا كمجتمع في اختيار إذا كنا نرغب أو لا نرغب في الاعتراف والاحتفاء ثم في الحفاظ على ذكرى (أو واقع أيضاً)، ينعكس ذلك في الحفاظ على المعمار. هناك فصل واحد في تاريخ الظاهر قد لا يحظى الحفاظ عليه والاحتفاء به بشعبية كبيرة مثل الآخرين، فترميم وإعادة استخدام المعابد والممتلكات اليهودية في الظاهر تظل قضية في غاية التعقيد والحساسية. وعلى الرغم من أن السكان مستمرون في التباهي بتاريخ التنوع والتسامح في المنطقة، يمكنك رصد بقعة واحدة على الأقل حيث يتم إلقاء القمامة خارج معبد مغلق مع وجود كلمات تنم عن الكراهية مكتوبة على الجدران. ومع ذلك فإن هذا ليس الحال بالنسبة لكل معبد يهودي في المنطقة. معظمهم في حالة جيدة ومناسبة لإعادة استخدامهم بوصفهم صرح يهودي مفتوح للزائرين أو متحف.
في مقابلة صحافية أُجريت معها، قالت ماجدة هارون رئيسة الجالية اليهودية في مصر: “آمل أن أرى في يوم ما متحفاً يهودياً في مصر، والذي سوف يحتوي على التحف وأدوات الحياة اليومية حتى يتسنى للناس أن يعرفوا أننا لسنا مختلفين. نأكل ونشرب ونصلي ولدينا تقاليد مشتركة حتى عندما يتعلق الأمر بطقوس الدفن. الأجيال القادمة بينبغي أن يعلموا أننا كنا جزءاً من هذا البلد. يوجد لدينا المتاحف الإسلامية والقبطية وآمل أن يكون هناك متحفاً يهودياً “.
يقع المتحف اليهودي الوحيد في المنطقة العربية في الدار البيضاء، متحف التراث اليهودي المغربي، الذي تأسس عام 1997. غير أن المغرب ومصرليس لديهما نفس التاريخ في التعامل مع الأقلية اليهودية. وعلاوة على ذلك، فإن العلاقات المغربية الإسرائيلية تختلف أيضاً. وبالتالي، فإن القبول الاجتماعي والسياسي لمثل هذه المنشأة ليس من المحتمل أن يكون متشابهاً.
على الجانب الآخر، فإن القضية لم تنته بعد. فقد تم ترميم عدد قليل من المعابد في الآونة الأخيرة في مصر وكانت هناك مناقشات حول التراث اليهودي المصري، الذي كان من مظاهره فيلم وثائقي عن يهود مصر، والمسلسل التلفزيوني حارة اليهود. ومع ذلك فإن الفرص ضعيفة في ضوء الخلافات التي تحيط بهذه القضية.
إن مساحات المدينة ليست مجرد متواجدات مستقلة وقائمة بذاتها. وفن العمارة ليس سوى انعكاس للمجتمع، ولاحتياجات أعضائه والقيم وديناميكيات السلطة الاجتماعية والسياسية. ولذلك، فإن القرارات المتعلقة بمثل هذه القضية لن تحصل أبداً على الشرعية السليمة إلا إذا اتُخذت بصورة جماعية، وعند ذلك سوف تعني أكثر بكثير من مجرد مشروع إعادة إحياء مبنى.
وبعد قول هذا، فإنه لا يمكن الانتقاص من قدر مبادرة تم تنظيمها وإدارتها بواسطة مجهودات محلية مثل “أنا من الظاهر”. الانتصارات في الأحياء الأخرى توضح هذا. في ميت عقبة، بفضل اللجنة الشعبية لحماية الثورة تم توصيل الغاز الطبيعي ورصف عدد من الشوارع 22. وفي سياق مماثل في مصر الجديدة قامت مبادرة تراث مصر الجديدة بقيادة حملة ناجحة لوقف تحويل حديقة الميريلاند الشهيرة إلى جراج للسيارات23.
الأهم من ذلك أن الاهتمام بإعادة إحياء الظاهر يمتد إلى أبعد بكثير من سكانها. على مدى عقدين متصلين من الزمن الآن، كانت هناك حملات تحت قيادة مؤرخون ومهندسون معماريون ومخططو مدن أو ببساطة أشخاص يقدرون التراث تطالب بإحياء المنطقة، وعلى وجه الخصوص قصر السكاكيني، الصرح الأكثر شهرة. أيضاً في الآونة الأخيرة في عام 2015 تحديداً، نظمت مجموعة من المهندسين المعماريين جولة ارشادية في المنطقة مع التركيز على أماكن العبادة والأماكن ذات الصلة بصناعة السينما والطباعة. ويصف الذين قاموا بالتنظيم الجولة بأنها “تمشيه صممتها حكايات الناس .. من حكاياتهم ألتقطنا خيوط لتشكيل مسار رحلة طولها ٣ ساعات ونصف تقريبا.”
استمرت “التمشية” في إضافة طبقات إلى إدراك المشاركين للمنطقة وتاريخها حيث أن المشاركين كتبوا عن تجربتهم في المدونات والمُنظمين نشروا علي الانترنت عن الكنوز الخفية في الظاهر حتى بعد انتهاء الجولة. وهذا يجعل عملية الاكتشاف التفاعلي هذه أكثر إثماراً بشكل يثير الانتباه. مثل هذه المبادرات تُظهر ما يعنيه أن نتفهم النسيج الحضري من خلال الاستماع إلى المواطنين، وكم هو ضروري في هذه العملية، أن يتم إقرار طابع المدينة المعقد وذو الطبقات المتعددة وكيفية تطوره بالتفاعل مع التغيرات الاجتماعية والسياسية الكبرى على كلٍ من المستويين المحلي والوطني.
الخاتمة
إن الظاهر حي فريد من نوعه بين أحياء القاهرة، أما فيما يتعلق بمشاكله فإن قصته مألوفة جداً. عدم وجود قدرة على الابتكار في الحكم المحلي وفساد البلديات و انتقائية إدارة التراث يشرحون جميعًا الوضع الحالي في الظاهر، تماماً كما في مناطق أخرى. ويمكن أن يعزى هذا جزئياً إلى ضعف الإدراك للعناصر التي تشكل حي هام أو ميزة سياحية.
إن الظاهر لديه الكثير من المباني الموجودة التي سوف تكون مثالية لإعادة الاستخدام التكيّفُي. والقاهرة لديها تقليد تاريخي بإعادة استخدام المباني لأغراض مختلفة وفقاً للزمن والاحتياج. ومع ذلك ففي العصر الحالي، نظراً لعدم وجود الأطر المهنية والقانونية والبلدية التي من شأنها تشجيع وتسهيل مثل هذه المشاريع، فإن إعادة الاستخدام التكيّفُي فرصة تنمية غير مستغلة. وعلى الرغم من الأمثلة الناجحة في جميع أنحاء القاهرة، فإنه لا يزال من الصعب جداً إقناع السلطات المحلية بأن تتبنى مثل هذه المشاريع.
عند الاستماع لسكان الظاهر، يكون من الواضح أن حس النوستالجيا يغلب على قصصهم مثلهم مثل كل سكان القاهرة. ولكن قد يكون نظام إعادة الاستخدام التكيّفُي وسيلة للتخلص من رومانسية النوستالجيا غير المرغوب فيها، والتي تتجاهل أحياناً الواقع الاجتماعي والاقتصادي الحالي للسكان. إن إعادة الاستخدام التكيّفُي يحافظ على الصرح وذاكرته التي تشكل ثروة ثقافية تُقر الإنسانية أنها ذات قيمة، في حين أنه (وهذا هوالأهم) يُلبي الاحتياجات والقيم المعاصرة، ويعمل ضمن الديناميكية الاجتماعية الحالية.
أهل الظاهر لديهم الكثير من الفخر والطموح لحيهم. أنهم لا يرون أن قيمة قصر السكاكيني أقل من قيمة قصر البارون إمبان في مصر الجديدة، والذي يلقى اهتمام حكومي أكثر بكثير جداً. وتراثهم واسع النطاق من المنشآت الدينية مشابه للمجمع الديني في مصر القديمة، ودور السينما لديهم تماماً مثل تلك التي تقع في وسط البلد. في تصورهم، لا تقل منطقتهم جاذبية عن تلك المناطق الأخرى “الأوفر حظا”، وهي بالتأكيد تستحق نفس القدر من الاهتمام والتنمية.
باختصار، الظاهر مكان مليء بالإمكانات، فقط لو أن أولئك المكلفون بإدارته يدركون ويقرون كل ما يمكن أن يقدمه.
الأعمال المذكورة
عبد الرحمن الجبرتي (1998)
Al-Jabartī, A. (1998). `Ajā’ib Al-Athār Fil-Tarājim Wa-Al-Akhbār [Amazing Records from Biographies and History] (Vol.3). Cairo: National Library Press. (From the Būlāq edition). LINK
تقي الدين المقريزي الجزء الثالث
Al-Maqrīzī, T. (n.d.)..Al-Mawā`iẓ Wa-Al-I`tibār Fī-Ḍhikr Al-Khiṭaṭ Wa-Al-Athār [Exhortations and Contemplation of the Recollection of Plans and Monuments] (Vol.3). Beirut: Dar al-Kutub al-`Ilmiyya. LINK
أحمد السيد (1928)
As-Sayyed, A. (1928). Procès-Verbaux et Rapports de la Section Technique [Proceedings and Reports of the Technical Section]. Cairo: Printing Office of the French Institute for Oriental Archaeology. LINK
م. بيرد & ع. حيدر (1993)
Beard, M. & Haydar, A. (Eds.). (1993). Naguib Mahfouz: From Regional Fame to Global Recognition. New York: Syracuse University Press.
د. بهرنس – أبو سيف (2012)
Behrens- Abouseif, D. (Ed.). (2012). The Art of the Mamluks in Egypt and Syria – Evolution and Impact. Bonn: Bonn University Press.
ج. بينين (1998)
Beinin, J. (1998). The Dispersion of Egyptian Jewry: Culture, Politics and the Formation of a modern Diaspora. Berkeley; Los Angeles; London: University of California Press.
س. بيشيرور (1994)
Bischerour, C. (1994). Faggalah, Daher, Sakākīnī: Etude géographique d’un espace scolaire intercommunautaire au Caire [Faggalah, Daher, Sakākīnī: Geographical Study of An Intercommunal Scholastic Space in Cairo].
م. ش. بريجز (1918)
Briggs, M.S. (1918). Through Egypt in war-time. London : T.F. Unwin. LINK
الجهاز المركزي للتعبئة العامة و الإحصاء (2013)
CAPMAS. (2013). Poverty Map of Egypt.
ب. ر. كارستنز (2014)
Carstens, P.R. (2014). The Encyclopaedia of Egypt During the Reign of the Mehemet Ali Dynasty 1798-1952: The People, Places and Events That Shaped Nineteenth Century Egypt. Victoria, British Columbia: FriesenPress.
م. كليرجي (1934)
Clerget, M. (1934). Le Caire: étude de géographie urbaine et d’histoire économique [Cairo: A Study of Urban Geography and Economic History]. Cairo: Imprimerie E. & R. Schindler
ك. أ. ك. كريسويل (1926)
Creswell, K.A.C. (1926). The Works of Sultan Bibars al-Bunduqdari in Egypt. Bulletin de l’instiut française d’archéologie orientale XXVI. 129-93
م. فرجيون (1938)
Fargeon, M. (1938). Les Juifs en Égypte depuis les origines jusqu’à ce jour: histoire générale suivie d’un aperçu documentaire [The Jews in Egypt from the origins until our days: a general history followed by a brief documentation].Gaston, M. (1906). Le Caire : le Nil et Memphis. Paris: Librarie Renouard.
أ. إجلا، ت. بروستروم (2015)
Ijla A, Broström T (2015). The Sustainable Viability of Adaptive Reuse of Historic Buildings: the experiences of Two World Heritage Old Cities; Bethlehem in Palestine and Visby in Sweden. Int. Inv. J. Art. Soc. Sci. Vol. 2(4):52-66
يهود مصر: الصور والنصوص (1984)
Juifs d’Egypte: Images et Textes [Jews of Egypt: Images and Text]. (1984). Paris: Editions du Scribe. LINK
م. قلادة (2014)
Kelada, M. (2014). Makings of Imagination in Alternative Cultural Spaces in Cairo. (Degree of Master of Arts). The American University in Cairo, School of Humanities and Social Sciences. LINK
ج. كرامر (1989)
Krämer, G. (1989). The Jews in Modern Egypt, 1914-1952. London: I.B. Tauris & Co.
قوانين الملكية غير المنقولة في مصر (1893)
La législation en matière immobilière en Egypte [Laws on immovable property in Egypt]. (1893). Cairo: National Press. LINK
ج. لينش (1890)
Lynch, J. (1890). Egyptian Sketches. London: Edward Arnold. LINK
ن. محفوظ (2008)
Mahfouz, N. (2008). Khan Al-Khalili. (R.Allen, Trans.). Cairo: The American University in Cairo Press. (Original work published 1946).
ن. محفوظ (2010)
Mahfouz, N. (2010). The Coffeehouse. (R. Stock, Trans.). Cairo: The American University in Cairo Press. (Original wok published 1988).
ع. مبارك (1886)
Mubarak, A. (1886). Al-Khitat Al-Tawfiqiah Al-Jadida [Tawfiq’s New Plans].
أ. أودا
Oudiz, A. (n.d.) L’Ecole de Mon Enfance [The School of My Childhood]. LINK
إ. باتان (فبراير 2005)
Patan, E. (2005, February). Une Grande Synagogue Oubliee et Perdue [A Large Synagogue Forgotten and Lost]. International Forum for the Literature and Culture of Peace. LINK
أ. أ. باتون (1870 – 1863)
Paton, A.A. (1863-1870). A History of the Egyptian Revolution, From the Period of the Mamelukes to the Death of Mohammad Ali; From Arab and European Memoirs, Oral Tradition and Local Research. (Vols. 1-2). London: Trübner & Co. LINK
وقائع وتقارير القسم الفني (1911)
Procès-Verbaux et Rapports de la Section Technique [Proceedings and Reports of the Technical Section]. (1911) Cairo: Printing Office of the French Institute for Oriental Archaeology. LINK
س. و. رأفت (2005)
Raafat, S.W. (2005). Palace of the problem-solver. In Cairo, the glory years. Who built what, when, why and for whom. Alexandria: Harpocrates Publishing.
أ. ريموند (1977)
Raymond, A. (1977). Le Caire [Cairo]. In L’Égypte d’aujourd’hui: Permanence et changements, 1805-1976 [Today’s Egypt. : Continuity and Change, 1805-1976]. Paris : Institut de recherches et d’études sur le monde arabe et musulman. LINK
أ. ريموند (2000)
Raymond, A. (2000). Cairo. (W.Wood Trans). Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press. (Original work published 1993).Sabra, A. (2010). Household Sufism in Sixteenth Century Egypt: The Rise of al-Sada al Bakriya. In R. Chih & C. Mayeur-Jaouen (Eds.), Le soufisme à l’époque ottomane : XVIe-XVIIIe siècle (pp.101-118). Cairo: Institut français d’archéologie orientale du Caire –IFAO.
ب. ساندرز (2008)
Sanders, P. (2008). Creating Medieval Cairo: Empire, Religion, and Architectural Preservation in Nineteenth Century Egypt. Cairo: The American University in Cairo Press.
ب. سلاجلت (2008)
Sluglett, P. (2008). The Urban Social History of the Middle East 1750-1950. New York: Syracuse University Press.
ج. فييوه (1990)
Viaud, G. (1990). Le secret des mystérieuses rues du Caire [The Secret of Mysterious Streets in Cairo].
ف. فالدبرجر& ب. فيبر (2010)
Waldburger, F. & Weeber, P. (2010). ABBASIYA – A Forgotten Neighborhood. ETH Studio Basel Contemporary City Institute.
ك. وليامز (2008)
Williams, C. (2008). Islamic Monuments in Cairo: The Practical Guide. Cairo: The American University in Cairo Press.
1.شعار المبادرة مُقتبس من “مصر ليست بلدا نعيش فيه ولكن بلد يعيش فينا”. هذه المقولة، والتي ظهرت في الخطاب السياسي في الآونة الأخيرة، تُنسب للسياسي المصري مكرم عبيد (1961- 1879 ) وأيضاً للبابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من 1971 إلى 2012.
2.حكم المماليك مصر في الفترة من 1250 إلى 1517. كانت دولتهم الثالثة في سلسلة من الأسر الحاكمة الإسلامية التي حكمت مصر من القرن السابع حتى القرن السادس عشر.
3.اقتصرت إقامة صلاة الجمعة على جامع عمرو بن العاص وجامع الحكيم بناء على أمر صلاح الدين الأيوبي.
4.تم استخدام جزء فقط من ميدان قراقوش لبناء الجامع والمساحة المتبقية تم تخصيصها كوقف. (مبارك، 1886)
5.أردب: وحدة قياس المواد الجافة في العديد من بلدان الشرق الأوسط، وهو موحد في مصر ويساوي 198 لتراً (5.62 بوشل أمريكي) ولكنه يتفاوت بصورة كبيرة في الأماكن الأخرى أردب American Heritage ®. قاموس من اللغة الإنجليزية، الطبعة الخامسة (2011). البيانات ذات الصلة مأخوذة في 26 يوليو 2016 من http://www.thefreedictionary.com/ardeb
6.في عام 1891، وافق مجلس الوزراء على لائحة تنص على أن أي شخص يقوم بردم بحيرة أو مستنقع يشكل خطراً على الصحة العامة يكون من حقه الحصول على تلك الأرض (التشريع، 1893).
7.كلمة “كنيس” مشتقة من مصدر الفعل العبري ك-ن-س الذي يعني “أن يجتمع”. “بيت كنيست” يعني حرفياً “مجلس النواب” وهو مصطلح عبري بمعنى المعبد اليهودي.
8.خريطة القاهرة عام 1920 التي نشرتها هيئة المساحة المصرية ، تضم قطعة أرض زراعبة في منطقة الشرابية المسمى ” عز. السكاكيني “.” و”عز” اختصار لكلمة “عزبة و”حكر السكاكيني” هو كل ما تبقى من هذه العزبة حالياً. كما كان السكاكيني يمتلك أيضاً أرض في مصر القديمة، وقد أسس عليها مقبرة لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك وبني كنيسة – ضريح.
9.لقد تم وضع عدداً من حافلات دي ديتريش في الخدمة بواسطة شركة سوسيتيه دي أومنيباص القاهرة، وسوف يتأقلم شعب القاهرة تدريجياً مع وسيلة المواصلات الجديدة. يمكن الاطلاع على المزيد في: http://archive.commercialmotor.com/article/1st-february-1906/2/the-motor-omnibus-world#cSb2Iylv3vHQ8cl6.99
10.الشارع لم يُعرف باسم ” شارع رمسيس” إلا بعد عام 1952. وقد أُطلق عليه أولاً اسم “شارع عباس” ثم أُطلق عليه اسم “شارع الملكة نازلي”.
11.المعبدان “ايتز حاييم” و “بهاد إسحاق”، كانا ولا يزالان يعرفان باسما “حنان” و “كرايم” على التوالي، على أسمي مؤسسيهما.
12.في كتاب عبر مصر في وقت الحرب (1918)، يذكر بريجز أن الجامع قد استُخدم كمخبز خلال غزو نابليون لمصر وأن الأفران التي قام ببنائها الفرنسيين ما زال من الممكن رؤيتها.
13.في عام 1897 كانت التقسيمات الإدارية مختلفة. كانت القاهرة مقسمة إلى “أقسام” (المفرد قسم)، والتي كانت بدورها مقسمة إلى “” شياخات” (المفرد شياخة). وكان قسم الوايلى والمطرية يتكون من خمسة عشر شياخة وكان الظاهر واحداً منها.
14.كانت حارة اليهود وحارة اليهود القرائين في منطقتي الرابينيين والقرائين على التوالي في حي الجمالية مما يفسر ارتفاع عدد السكان اليهود.
15.الأرقام الواردة مبنية على أعداد اليهود الذين يعيشون في شياختي الظاهر والقبيسي، على حسب ما هو مسجل في التعداد المصري عام 1917 وعام 1927. وعلى الرغم من الظاهر والقبيسي يقعان في أقسام مختلفة (الوايلى والأزبكية على التوالي)، فهما من الناحية الجغرافية في نفس المنطقة.
16.كانت فضيحة لافون تُعرف أيضاً باسم “عملية سوزانا”.
17.كلاً من داري السينما “ريالتو” و “فاليري” يأتي ذكرهما في رواية “التلصص” لصنع الله إبراهيم (2007). يقول الكاتب في الرواية: “ندلف إلى ميدان “الظاهر”. سينما “فاليري” الصيفية مغلقة.” (صفحة 5) وبعد ذلك يأتي ذكر ريالتو:” نخرج إلى الشارع. نتجه إلى ميدان “السكاكيني”. نجتاز عدة شوارع إلى أن نبلغ سينما “ريالتو”. “(صفحة 128 ).
18.من المرجح أن محلات البستاني التجارية في ميدان السكاكيني تم تأسيسها بواسطة شخص أو عائلة من أصل شامي. في كتابه “هجرة الشوام” يشير المؤرخ اللبناني مسعود ضاهرإلى أن أسرة “البستاني” كانت من بين العديد من العائلات الشامية التي كانت قد استقرت في مصر.
19.كان تعداد 1986 آخر تعداد يقوم بتسجيل الانتماء الديني. والأرقام المذكورة مبنية على أعداد الذين يعيشون في شياخات أبو خودا والجنزوري والسكاكيني والظاهر والقبيسي، وغمرة.
20.يتم إصدار فواتير الكهرباء باسم مالك العقار. بعض العقارات في الظاهر ما زالت مسجلة بأسماء الملاك السابقين من اليهود، وهذا هو السبب أنه حتى يومنا هذا يحصل البعض على فواتير تحمل أسماء يهودية.
21.لمعرفة المزيد حول هذا الموضوع شاهد هذا التقرير .
22.للمزيد إقراء تغطية تضامن لعمل اللجنة.
23.للمزيد إقراء مقال مدى مصر: تطوير “هيليوبوليس”… أم تدميرها؟
The content of this website is licensed by TADAMUN: The Cairo Urban Solidarity Initiative under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-ShareAlike 3.0 Unported License
Comments