احتفلت مجموعة من الشباب في عام ٢٠١٣ بافتتاح كشك للخبز المدعم في منطقة عزبة أولاد علام. تطلق هذه المجموعة على نفسها اسم مبادرة محليات الدقي والعجوزة وأصرت المجموعة على أنهم مجرد وسيط لهذا الإنجاز وأن الفضل الأساسي يرجع إلى سكان المنطقة.
العديد من مشاريع التنمية تركز على تنمية حاسة المشاركة المدنية لدى المواطنين وتعزيز روحهم التطوعية كوسيلة لتلبية احتياجات المجتمع المحلي في غياب الخدمات الحكومية. ونظراً لفشل الكثير من هذه المشاريع، فإننا نتساءل كيف نجحت مجموعة من الشباب الذين ليسوا من أخصائيي التنمية في تحقيق التغييرات التي يحتاجها المجتمع المحلي؟ وفي حين اقترح البعض أن تطوير المجتمعات من مسؤولية المواطنين، تعتقد مبادرة محليات الدقي والعجوزة أن مسؤولية المواطن تكمن في إرغام الحكومة على الوفاء بواجباتها. ووفقاً لهذا النموذج ليست المسألة إن المواطنين في حاجة لتعلم كيفية مساعدة أنفسهم – كما تدعى بعض نظريات التنمية – ولكنهم بحاجة إلى تعلم كيفية مساءلة الجهات الحكومية لأرغامها على الوفاء بحقوقهم كمواطنين ولذلك تشكلت مبادرة محليات الدقي والعجوزة لتحقيق هذا الغرض.
الغالبية العظمى من أعضاء المبادرة من شباب الرجال والنساء في العشرينات وأوائل الثلاثينات من العمر ممن لا اتصال لهم بأي من الأحزاب أو الحركات السياسية ولكن تربطهم الرغبة في إحداث تغيير في مجتمعاتهم؛ وتعتبر كل الميول أو الانتماءات السياسية للعضو مسألة شخصية بحتة. وفي حين أن المنظمات الشبابية غير الحكومية التي لا تنتمي إلى أي أحزاب سياسية أصبحت شائعة بشكل متزايد في مجال المجتمع المدني على مدى العقد الماضي (كمثال علشانك يا بلدي و نهضة المحروسة) فقد ارتفع عدد المبادرات غير الرسمية التي يقودها الشباب ارتفاعاً كبيراً في أعقاب قيام الثورة المصرية في ٢٥ يناير ٢٠١١. وفجأة غمرت وسائل التواصل الاجتماعي صفحات جديدة تقدم أفكاراً للمبادرات وتدعو الناس للانضمام ولم يكن للعديد من أولئك الذين استجابوا بحماس أي خبرة سابقة في مجال التنمية أو في المشاركة في المجتمع المدني. وللأسف تناقصت أعداد هذه المبادرات قبل حلول نهاية السنة والقليل منها فقط تمكن من الحفاظ على الحماس الذي كان متواجد في البداية. وتشمل بعض المبادرات التي مازالت تعمل اليوم مبادرة محليات الدقي والعجوزة و أريد وسلمية و من أحياها و ليك دور و منطقتي و أتوبيس الحرية على سبيل المثال لا الحصر. اللجان الشعبية في الأحياء هي نموذج آخر من المبادرات غير الرسمية التي ظهرت في أعقاب الثورة، والتي تم إنشاؤها خلال الـ ١٨ يوماً فيما بين ٢٥ يناير و ١١ فبراير لحماية الأحياء السكنية خلال فترة الفراغ الأمني، معظم هذه اللجان قد تم حلها بحلول أواخرعام ٢٠١١، ولكن أقلية منها مازالت تعمل الآن مثل شبرا حلم بكرة و اللجنة الشعبية لميت عقبة.
معظم أعضاء محليات الدقي والعجوزة حاصلون على شهادات تعليم جامعي وبعضهم لديهم شهادات في الدراسات العليا وذلك في مختلف التخصصات بما فيها الهندسة والزراعة والعلوم الاجتماعية والتجارة. معظم الأعضاء ينتمون للطبقة الوسطى من سكان حي الدقي بالإضافة لأقلية من أحياء أخرى في القاهرة و الجيزة الذين قرروا الانضمام لهذه المبادرة لإعجابهم بالفكرة والنهج.
البدايات و الرؤية
كانت مبادرة محليات الدقي والعجوزة في البداية تأتي تحت مظلة مبادرة تسمى محليات تأسست في أوائل عام ٢٠١٢ كمبادرة وطنية تركز على التوعية السياسية على الصعيد المحلي وكان الهدف الأوّلى لهذه المبادرة هو التوسع في أرجاء مصر لنشر الوعي عن الحكومات المحلية والانتخابات وقضايا أخرى في السياسة والحكم. صفحتهم على الفيس بوك توضح أهداف مبادرة محليات كما يلي: -
أولاً ) صياغة القوانين والتشريعات التي تعزز اللامركزية وتمكين المجالس الشعبية المحلية من مراقبة الهيئات التنفيذية بفعالية ثم القيام بتقديم تلك القوانين إلى البرلمان
ثانياً ) تنمية الوعي الشعبي بأهمية المجالس الشعبية المحلية
ثالثاً ) إعداد الشباب للمشاركة في انتخابات المجالس الشعبية المحلية
رابعاً ) إجراء دراسات مجتمعية استقصائية بصورة لتقوية فهم احتياجات الناخبين الفعلية ورصد وتقييم المجالس الشعبية المحلية.١
قامت المجموعة بالدعاية من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية وسرعان ما بدأ الناس في الانضمام وتكوين مجموعات كل منها مسؤولة عن منطقة محلية معينة. وكانت إحدى هذه المجموعات فريق محليات الدقي والعجوزة ليكون مسئولاً عن هاتين المنطقتين في محافظة الجيزة. وفي ذلك الوقت كانت عضوية محليات الدقي والعجوزة تتألف من حوالي أربعة أو خمسة أعضاء من شباب المنطقة الذين بدأوا في محاولة زيادة الوعي السياسي المحلي من خلال حملات وندوات.
بنهاية عام ٢٠١٢ قررت محليات الدقي والعجوزة الانفصال عن مبادرة “محليات” المركزية بعد أن تم حل المجموعة المركزية بشكل شبه نهائي. وقامت بإجراء استبيانات لمعرفة مشاكل السكان في المنطقة كما شاركت (وقادت) دورات تدريبية عن تمكين المواطنين، ومراقبة أداء الحكومة المحلية، وتقنيات البحوث القائمة على المشاركة. ومن خلال إحدى ورش العمل هذه التقى الأعضاء مع بعض أعضاء اللجنة الشعبية لميت عقبة ٢. وكانت اللجنة الشعبية لميت عقبة قد نجحت من خلال النشاط المجتمعي في زيادة استجابة السلطات المحلية لتوجيه موارد الحي المتاحة إلى الأولويات التي يقوم المجتمع نفسه بتحديدها. وكان هذا شيئاً مثيراً للاهتمام بالنسبة لأعضاء مبادرة محليات الدقي والعجوزة لأن أولوياتهم كانت منصبة على رفع الوعي السياسي ولكنهم لم يتطرقوا لإمكانية التعامل المباشر مع الحكومة المحلية. تعرّفهم على تجربة ميت عقبة فتحت أعينهم على إمكانية العمل مع المسؤولين المحليين وعلى إمكانية قيام علاقة إيجابية بين المواطنين والحكومة المحلية وهذا شيء نادر الحدوث نسبياً في التجربة السياسية المصرية.
وبناء على هذه التفاعلات طوّر أعضاء المبادرة نموذجهم وتخلوا عن التركيز الأولي على رفع الوعي السياسي واعتنقوا نموذج اللجنة الشعبية لميت عقبة لتمكين المواطن للتواصل مع السلطات المحلية. مدخلهم أصبح التمكين من البداية، بمعنى أن المبادرة تستهدف تلك المناطق فقط التي يوجد بها نواة من السكان يريدون فعلياً العمل على تحسين منطقتهم، لأن تلك النواة هي التي سوف تقوم بالعمل من البداية. وأعضاء المبادرة يؤمنون أن استدامة المبادرات المحلية تعتمد أساساً على رغبة المجتمع في تكريس وقته وموارده للمبادرة منذ البدء، وأصروا على أن النهج الذي يعتمد على أشخاص من خارج المنطقة ليقوموا بمحاولة إصلاح مشاكل داخلية على أمل أن يحذوا سكان المنطقة حذوهم في وقت لاحق لن ينجح. لذلك قام سكان المنطقة بتنفيذ أنشطة المبادرة المجتمعية في منطقتهم منذ البدء في حين انحصر دور محليات الدقي والعجوزة في تقديم الدعم والتيسير.
إن نهج محليات الدقي والعجوزة يستند إلى تحديد نواة أساسية من السكان النشطين وبعد ذلك القيام بمساعدتهم في تنظيم لجنة شعبية مماثلة للجنة ميت عقبة. وعن طريق تزويدهم بالأدوات والدراية الفنية وتقديم الدعم التقني لتمكينهم من إشراك الإدارة المحلية والمطالبة بالتغييرالمجتمعي يصبحون من عوامل التغيير في مجتمعاتهم. تهدف محليات الدقي والعجوزة إلى تطبيق هذا النموذج في عدة أحياء في الدقي والعجوزة على أن تتوسع فيما بعد إلى مناطق أخرى في القاهرة والجيزة. قامت محليات الدقي والعجوزة بتدوين هذه العملية والخبرات المكتسبة منها بهدف الاستمرار في تطويرها ونشرها في دليل للتمكين المحلي يمكن استخدامه لتدريب القائمين بمبادرات مماثلة في أي مكان في القاهرة.
الوضع قبل المشروع
أول تجربة حقيقية تقوم بها محليات الدقي والعجوزة في تنفيذ نموذجهم كانت في منطقة عزبة أولاد علام. وهو حي يقع في منطقة الدقي بجوار نادي الصيد المصري وشارع مصدق. وبالرغم من أن رئيسة حي الدقي السابقة وصفتها بأنها منطقة عشوائية فإن تاريخها يعود إلى أكثر من ١٠٠ عام “حيث أنها كانت مدرجة في الخرائط الرسمية للمنطقة منذ بدايات القرن العشرين” (تضامن ٢٠١٤). و المنطقة تعاني من عدة مشاكل متعلقة بالبنية التحتية والخدمات وهذه تتضمن نقص في أسطوانات الغاز وتدهورالبنية التحتية لمياه الشرب والصرف الصحي وسوء الإنارة في بعض الشوارع بالإضافة إلى عدم توافر رعاية صحية ملائمة وضعف في إمكانية الحصزل على الخبز المدعم. وعلى الرغم من تذمر الكثير من سكان المنطقة فإنه لم تكن هناك أي محاولات منهم للتعبئة الجماعية لمطالبة الحكومة المحلية بتغيير الأوضاع.
التنفيذ و النتائج والأثر
بعدما انتهت محليات الدقي والعجوزة من تنقيح النموذج بدأت في البحث عن أول حي تقوم بتطبيق نهجها به. قامت بتقسيم الدقي والعجوزة إلى عشرة مناطق . ٣ وعند اختيار المناطق أعطيت الأولوية للمناطق المهمشة ومن الأفضل تلك التي تتوفر فيها جهات اتصال. وفضلت أيضاً أن تعمل في المناطق الصغيرة ذات الطابع الريفي أو الشعبي حيث توجد روابط اجتماعية قوية بين السكان مما يسهل عملهم.
ومن خلال الاتصالات الشخصية تعرف أعضاء محليات الدقي والعجوزة على أحد سكان عزبة أولاد علام الذي كان متحمسا جداً واتفق على الترتيب لعقد لقاء بين محليات الدقي والعجوزة والعديد من سكان الحي.
وقد شعر أعضاء محليات الدقي والعجوزة أن أولاد علام تلائم معاييرهم وبالتالي بدأوا بالتحدث مع السكان بشان إجراء تقييم لاحتياجاتهم لكي يتمكنوا من تفهم مشاكل المنطقة. ومن خلال الاجتماعات المبدئية وجدت محليات الدقي والعجوزة عدداً من المهتمين يكفي لتكوين النواة الأولية النشطة المطلوبة. قاموا بإجراء بحث سريع بالمشاركة في الحي للتعرف على الاحتياجات وتحديد الأولويات بالنسبة للمشاكل القائمة و تحديد خطة العمل وبعد ذلك قاموا بتنظيم السكان النشطين في لجنة شعبية لأولاد علام. ودور هذه اللجنة أن تمثل و تتحدث بالنيابة عن مجتمع أولاد علام ككل وليس كأشخاص منفردين.
وقد أوضحت نتائج البحث السريع بالمشاركة وجود خمس قضايا ذات أولوية بالنسبة للسكان: -
أولاً ) الحصول على الغاز الطبيعي؛ ثانياً ) إمكانية الحصول على الخبز المدعم؛ ثالثاً ) توفر الرعاية الصحية؛ رابعاً ) توفير أسطوانات الغاز؛ خامساً ) تحسين الصرف الصحي. وقامت محليات الدقي والعجوزة بتنظيم أول اجتماع مع رئيس حي الجيزة وقد تطلب عقد هذا الاجتماع الاستفادة من العلاقات الإيجابية الموجودة من قبل اللجنة الشعبية لميت عقبة مع رئيس الحي ووذلك عندما طلبت منهم محليات الدقي والعجوزة مساعدتهما في الاتصال به.
غالباً ما يعتمد التعاون بين الحكومة المحلية والمواطنين في مصر على مدى الاستعداد الشخصي لأي مسؤول أو مسؤولة للتجاوب مع المواطنين. حيث لا توجد شفافية في القوانين حول ما إذا كانت مسؤولية الادارة المحلية تستلزم تأمين حق المواطن في الوصول إليهم بشكل منتظم، و لذا لا يمكن التكهن بما قد يحدث. وقد كانت محليات الدقي والعجوزة محظوظة إذ أن رئيس مدينة الجيزة كان متعاوناً جداً وكان مما شجعه على هذا العلاقة الجيدة التي تمتع بها مع اللجنة الشعبية لميت عقبة. وفي نهاية المطاف التقت محليات الدقي والعجوزة واللجنة الشعبية لأولاد علام أيضاً برئيس حي الدقي وباستخدام نتائج التقييم المشترك لإرشادهم استطاعوا أن يبدأوا في العمل مع المسؤولين المحليين لحل مشاكل السكان.
كانت الاولوية القصوى هي تحسين توزيع اسطوانات الغاز. السكان اشتكوا أن شركة بوتاجاسكو تقوم بزيارة المنطقة مرة واحدة كل أسبوعين ولا توفر العدد الكافي من أسطوانات الغاز لسد أحتياجات الخمسمائة عائلة التي تقطن في أولاد علام. وبالأضافة إلى ذلك كانوا يبيعون الأسطوانات بأسعار أغلى من التسعيرة لتدخل وسطاء غير قانونيين. أما إذا احتاج أي من السكان تغيير أسطوانة الغاز في خلال الاسبوعين كان يضطرون لشرائها من السوق السوداء بستة أضعاف سعرها الرسمي. وقد قاموا بإبلاغ رئيس مدينة الجيزة بذلك وهو مكنهم من الاتصال بمدير إدارة التموين بمحافظة الجيزة. بعد عدة مفاوضات بين محليات الدقي والعجوزة واللجنة الشعبية لأولاد علام و إدارة التموين وشركة بوتاجاسكو تم الاتفاق على زيادة عدد الأسطوانات المعروضة للبيع ل ٢٥٥ أسطوانة كما تم إخضاع عملية التوزيع لمراقبة اللجنة الشعبية لأولاد علام حتى يتسنى لهم إبلاغ المسئولين عن أي انتهاكات.
ثم قامت محليات الدقي والعجوزة بالتطرق لمشكلة الخبز المدعم، فكان على سكان أولاد علام الذهاب إلى مخبز يقع خارج نطاق المنطقة حتى يتمكنوا من الحصول على الخبز المدعم (الذي يباع فقط في مخابز وأكشاك حكومية معينة). و بما أن هذا المخبز كان يخدم أكثر من منطقة كانت الطوابير طويلة وغالبا ما كان الخبز ينفذ قبل توفية أحتياجات الجميع. ولذلك طالب السكان بإنشاء منفذ آخرللبيع في أولاد علام. ٤ تعاونت محليات الدقي والعجوزة مع اللجنة الشعبية لأولاد علام فى الضغط على وزارة التموين وشركة توزيع الخبز لكي يقوما بتخصيص حصة من الخبز المدعم وكشك مخصص لبيع هذا الخبز لسكان أولاد علام. بدأوا في إجراء اتصالات مع وزارة التموين ولكنها قالت لهم أن كل ما تستطيعه الوزارة هو تخصيص حصة لعزبة أولاد علام ولكن إنشاء الكشك مسؤولية شركة التوزيع – وهي شركة مساهمة عامة ملك للقوات المسلحة تسمى “المصريين”. قابلوا العديد من المسؤولين في الشركة حتى تمكنوا من ترتيب لقاء مع المدير التنفيذي للشركة. كان المدير التنفيذي متعاوناً ورحب بالفكرة لدرجة أنه تدخل عندما قاوم بعض صغار موظفي الشركة في بداية الأمر إنشاء الكشك وأدعوا أنهم كانوا خائفين جداً من دخول عزبة أولاد علام لإعتقادهم أنها غير آمنة ومليئة بالمجرمين. وبعد بضعة أشهر من المفاوضات مع مختلف الجهات تم أخيراً إنشاء الكشك وأفتتح لاستقبال المشترين.
بعد تحقيق هذا الهدف تحول اهتمام المبادرة إلى طلب آخرللسكان وهو أن الشارع الرئيسي المؤدي إلى أولاد علام غير ممهد، كثير من السكان أرادوا رصف الطريق ليس فقط لتسهيل الوصول ولكن أيضا لتجميل المنفذ الرئيسي للمنطقة على باقي حي الدقي. عقدوا إجتماعات مع رئيس الحي في ذلك الوقت – عزة الشريف – ومن حسن الطالع اتضح أن خطة المحافظة لعام ٢٠١٣ تضمنت ميزانية لرصف الطرق. وعليه وافقت الشريف على رصف المدخل الرئيسي باستعمال البلاط المعشق كما تم رصف خمس شوارع أخرى لاحقاً في أواخرعام ٢٠١٣.
وجهت محليات الدقي والعجوزة اهتمامها بعد ذلك إلى الحاجة لمركزالرعاية الصحية. بدأوا بإجراء مسح ميداني لاختيارات الرعاية الصحية المتوفرة للسكان في ذلك الوقت ووجدوا أن السكان تستخدم ثلاثة أماكن للرعاية الصحية: واحد كان وحدة صحة صغيرة توفرخدمات أساسية للغاية، الآخر وحدة صحية أكبرملحقة بمسجد مجاور وتقدم مجموعة أكبرمن الخدمات ولكن بسعر مرتفع جداً للغالبية العظمى من السكان. الخيار الثالث هو أحد المستشفيات القريبة التي تقدم الخدمات الأكثر شمولية ولكن فقط لأولئك الذين لديهم تأمين صحي. ونظراً لأن جميع الخيارات المتاحة لم تكن كافية فأن اللجنة الشعبية لأولاد علام خططت لتحويل مبنى مهجور قديم إلى مركز للرعاية الصحية وتمكنت من الحصول على موافقة مالكي المبنى المهجوروأيضاً تمكنت من العثور على إحدى الجهات المانحة المستعدة لتوفير رأس مال بدء التشغيل. ولكن للأسف بسبب بعض الصعاب غيرالمنتظرة (يتم مناقشتها تحت عنوان”العقبات” أسفله) فإنه لم يتم أفتتاح مركز العلاج بعد. ولكن اللجنة الشعبية لأولاد علام لازالت تعمل على تحقيق هذا الهدف.
وأخيرا تعمل محليات الدقي والعجوزة أيضاً مع اللجنة الشعبية لأولاد علام لحل مسألة ملكية المساكن وحيازة الأراضي. تقع أراضي أولاد علام تحت نفوذ وزارة الأوقاف وكانت في الأصل تدار بواسطة حيازة قانونية تسمى الحكر. ولكن حيازة الحكر لم يّعد معترفاً بها قانونياً ولذلك فإن سكان أولاد علام أصبحوا الآن في منطقة رمادية من الناحية القانونية٥. حاول بعض السكان تقنين وضعهم عن طريق مفاوضات غير رسمية مع هيئة الأوقاف المصرية (الجهة المعنية حاليا بإدارة أملاك الأوقاف) و لكن المفاوضات توقفت بسبب خلافات حول سعر السوق للأراضي. ومازالت محليات الدقي والعجوزة تعمل مع اللجنة الشعبية لأولاد علام ومع المبادرة المصرية للحقوق الشخصية (منظمة غير حكومية لحقوق الإنسان) للتوصل إلى حل وسط يوفر للسكان شكلاً من أشكال الحيازة القانونية.
تحكم محليات الدقي والعجوزة على إنجازاتها قصيرة الأجل من خلال الاحتياجات التي تم إيضاحها بواسطة المجتمع في منطقة أولاد علام. وتعتقد محليات الدقي والعجوزة أنها حققت العديد من النجاحات وهي فخورة على وجه الخصوص بالدور الذي تقوم به اللجنة الشعبية الوليدة لأولاد علام ولكن ربما يكون أثرها طويل الاجل هو الأكثر أهمية إذ ما زالت نشطة في حل العديد من المشاكل في المنطقة. فقد أصبحت اللجنة الشعبية لأولاد علام مشهورة جداً في المنطقة ومجهوداتها معترف بها لدى السكان. كل أنشطة تطوير المجتمع الآن تتم من خلال مبادرة اللجنة الشعبية لأولاد علام وبدعم من محليات الدقي والعجوزة. وبمجرد تأكدهم من أن اللجنة الشعبية قادرة على الوقوف على قدميها قرروا التوسع إلى حي آخر.
من خلال اتصالاتهم الشخصية تعرفوا على أحد سكان منطقة دايرالناحية، وكانت داير الناحية في حاجة إلى تطوير جذري ولكن لم يشعر أعضاء محليات الدقي والعجوزة أن هناك عدد كافي من السكان من المهتمين والمتحمسين بالفعل لتأسيس لجنة شعبية. وشعر أعضاء محليات الدقي والعجوزة أن المضي قدماً دون نواة أولية نشطة من السكان يتناقض مع نهجهم المتبع ولذلك فضلوا اختيار منطقة اخرى.
بعد ذلك تم التعرف على أحد سكان منطقة من مناطق العجوزة القديمة تسمى الحوتية. ولأنهم وجدوا النواة النشطة المطلوبة هناك فهم يقومون حالياً بتنفيذ نموذجهم في المنطقة. وبالتعاون مع مجموعة السكان الناشطين شكلت محليات الدقي والعجوزة لجنة محلية اجتمعت مع مسؤولين في حي العجوزة لمناقشة مسألة تمهيد الشوارع ولكن المسؤولون ادعوا أنه ليس لديهم أموال في الميزانية لرصف شوارع العجوزة. ورداً على ذلك تسعى محليات الدقي والعجوزة الآن على عقد اجتماع مشترك بين الحوتية وميت عقبة (ايضاً جزء من حي العجوزة) لمناقشة كيفية الضغط الجماعي على المسؤولين حتى يدرجوا رصف الشوارع في ميزانية عام ٢٠١٥ – ٢٠١٦. إن تيسير تشكيل شبكات الأتصال والتعاون بين مختلف اللجان الشعبية جزء لا يتجزأ من نهج محليات الدقي والعجوزة. وقد قاموا أيضاً بترتيب اجتماعات بين لجنة الحوتية واللجنة الشعبية لأولاد علام لتبادل الخبرات.
وفقاً للهيكل التنظيمي لمحليات الدقي والعجوزة (سيتم مناقشة ذلك باستفاضة في جزء “الهيكل التنظيمي”) تفوض الجمعية عضو واحد لكي يتابع أنشطة كل لجنة شعبية ساعدت محليات الدقي والعجوزة في إنشائها. هذه المسؤولية تتطلب المواظبة على الإتصال مع اللجنة (عن طريق المكالمات الهاتفية المنتظمة لأعضاء اللجنة وزيارات منتظمة للمنطقة) وتزويد محليات الدقي والعجوزة بتقارير عن الوضع الراهن للجنة وأنشطتها بالإضافة إلى دعم اللجنة عند الحاجة – عادة ما يكون هذا في هيئة مساعدتهم في عقد اجتماعات مع مسؤولي الحكومةأاو المنظمات غير الحكومية.
العقبات التي تعترض التنفيذ
إن تعزيز التغيير الذي يقوده المجتمع المدني مهمة صعبة ومعقدة، و بطبيعة الحال تواجه محليات الدقي والعجوزة تحديات كبيرة في القيام بعملها. أحد أكبر التحديات هي لأنهم غرباء عن المنطقة فإنهم دائما ما يواجهون صعوبات مبدئية في فهم ديناميكيات العلاقات الداخلية في كل منطقة . على سبيل المثال خلال عملهم في أولاد علام اكتشفت محليات الدقي والعجوزة وجود توتر بين المالكين والمستأجرين في المنطقة وإنه قد تم استبعاد المستأجرين من عضوية اللجنة الشعبية لأولاد علام٦. ومنذ اكتشاف هذه المشكلة والمبادرة تحاول التعامل مع التساؤل حول ما إذا كان من الأفضل محاولة إرغام اللجنة الشعبية على السماح بعضوية المستأجرين والمجازفة بتفكيك روح العمل الجماعي.
إن هذا التوتر يتعلق بقضية أوسع ألا وهي العلاقة بين اللجنة الشعبية لأولاد علام وبقية المجتمع. في الغالبية العظمى كان رد فعل السكان تجاه انشطة اللجنة إيجابياً خاصة عند ملاحظة النجاح الذي تحققه في حل مشاكل المجتمع. ومع ذلك كانت هناك بعض الحالات حيث حاول بعض السكان بدء مشاجرات او إيجاد مشاكل أثناء اجتماعات اللجنة الشعبية لأولاد علام. تعتقد محليات الدقي والعجوزة أنه من الضروري تحديد ما إذا كانت مثل هذه الحالات ناتجة عن أعمال فردية لبعض مثيري الشغب في المجتمع أم إذا كان هناك عداء تجاه اللجنة بصفة عامة. وقرروا معالجة هذه المسألة من خلال دراسات استقصائية منتظمة وفرق عمل مع السكان من غيرأعضاء اللجنة الشعبية لأولاد علام لتقييم موقفهم تجاه اللجنة الشعبية.
تواجه محليات الدقي والعجوزة تحدٍ آخرمنتشر يتمثل في الكثير من العقبات البيروقراطية المرتبطة بالتعامل مع المصالح الحكومية. على سبيل المثال عند محاولة إنشاء المركز الصحي حتى بعد أن تمكنوا من معرفة الجهة التي لديها السلطة على البناء المهجوروحصولهم على التصاريح الضرورية من وزارة الصحة رفضت شركة الكهرباء توفير الكهرباء للمبنى ورفضت حتى أن تقدم تفسيراً لهذا الرفض المتعنت.
تواجه محليات الدقي والعجوزة تحديات أخرى تتعلق بالافتقار للخبرة التقنية وهذا يسبب القلق لأعضاء المبادرة فضلاً عن مهندسين الحكومة المنوط بهم الإشراف على تنفيذ المهام التقنية. على سبيل المثال بعد بضعة أشهر من تمهيد الطريق الرئيسي في أولاد علام بمساعدة المبادرة أصبح من الواضح أن البلاط المعشق الذي إستخدم له بعض الآثارغير المتوقعة على أغطية بالوعات الصرف الصحي. كان ينبغي إجراء دراسة مسبّقة لتبين تأثير المستوى الجديد للشارع على شبكات الصرف الصحي وأغطيتها ولكن تم رفع مستوى فتحات الصرف الصحي بدون دراسة مسبقة ونظراً لتدهور حالة البنية التحتية لشبكة الصرف الصحي بدأت بعض الأغطية في التكسر وامتدت المياه لبعض الشوارع بل وغمرت بعض المنازل أيضاً. وعندما طالبت اللجنة الشعبية لأولاد علام حلاً لهذه المشكلة من الحي قيل لها انه لاتوجد ميزانية متبقية ولازالت هذه مشكلة قائمة وتحاول اللجنة الشعبية إيجاد حل لها حتى اليوم بدعم من محليات الدقي والعجوزة.
قضية أخرى هي عدم الاستقرار السياسي الحالي والتقلب في مصر الذي أدى إلى تعديلات متتالية في المسؤولين الحكوميين، على سبيل المثال تم استبدال رئيس حي الدقي مرتين منذ بدء نشاط محليات الدقي والعجوزة. وهذه مشكلة لأنه كما ذكر قبل ذلك فإن التعاون بين المواطنين والحكومة يعتمد إلى حد كبير على العلاقات الشخصية الإيجابية التي تبنى بين سكان بعينهم ومسؤولين بعينهم. عندما تتوافر قواعد أكثر شفافية حول مسؤولية أفراد الحكومة المحلية أن يفتحوا أبوابهم للجمهور، لن يضطر المواطنين للاعتماد على الأهواء الشخصية. وللأسف هذا ليس الحال السائد حالياً والحاجة المستمرة لإعادة بناء هذه العلاقات من الصفر يمكن أن تكون عملية شاقة وغير فعالة.
وأخيراً فإن القضية الأخيرة هي مناخ إنعدام الثقة في النشاط المدني الذي ظهرخلال العام الماضي، في أعقاب قيام وسائل الإعلام بنشر نظريات المؤامؤة والخوف من أي نشاط مدني. بدأ في الظهور من جديد في الآونة الأخيرة أيضاً العديد من الشخصيات التي تنتمي إلى نظام ما قبل الثورة لمحاولة الاستفادة من النجاح الذي حققته بعض المبادرات المدنية لتحقيق مكاسب سياسية شخصية.
التمويل
حتى الآن لم تتطلب أنشطة محليات الدقي والعجوزة موارد مالية كبيرة فجميع أنشطتها تعتمد على التبرعات العينية أو التمويل الذاتي. ورش العمل التدريبية التي تشارك فيها عادة ما تقدم مجاناً من قبل المنظمات غير الحكومية التي تستهدف المبادرات المتعلقة بالشباب. وعندما تقوم بتنظيم دورات تدريبية للجان شعبية محلية فإنه من السهل جداً العثور على شخص مستعد أن يتبرع بالمكان وبالمرطبات، أو يقوم الأعضاء بتغطية التكاليف وينطبق هذا ايضاً على الاجتماعات الداخلية التي عادة ما تعقد في مكان مُتبّرع به أو في مقهى. إن التشبيكات مع المبادرات الاخرى مثل أريد وسلمية ومن أحياها وغيرها ساعدت بشكل كبير في هذه العملية حيث أنها تساعد على الربط بينهم وبين الأفراد أوالمنظمات غير الحكومية المهتمة بدعم مثل هذه المبادرات من خلال توفير أماكن للاجتماع أو المرطبات أو دورات تدريبية / ورش عمل.
الهيكل التنظيمي
كما ذُكر أعلاه كانت محليات الدقي والعجوزة تمثل جزء من مظلة وطنية أكبر تسمى “محليات” ولكنها حالياً تعمل كمبادرة مستقلة قوامها حوالي ١٣ عضواً. وهي لازالت تعمل بصفة غير رسمية ولم تسعى للتسجيل ككيان رسمي.
الهيكل التنظيمي لمحليات الدقي والعجوزة يتكون من منسق عام لكل منطقة مُستهدفة ومجموعة من لجان الدعم (وسائل الإعلام، والموارد البشرية، والتوثيق، والحملات) ومجموعة من لجان الخدمات (التدريب، والصرف الصحي ورصف الشوارع، وجمع النفايات وإضاءة الشوارع، والخبز،والرعاية الصحية، والغاز الطبيعي، والإسكان) يشرف على جميعهم مدير تنفيذي. ووفقاً لخطة محليات الدقي والعجوزة الداخلية ينبغي أن يقوم أعضاء اللجنة بإنتخاب المدير التنفيذي ولكنهم لم يعقدوا أي انتخابات بعد. في البداية قام العمل بدون مدير تنفيذي ولكن فيما بعد قاموا بانتخاب مدير تنفيذي قام بقيادة المجموعة منذ ذلك الحين وحتى الوقت الراهن. وحالياً يتم إعادة النظر في نطاق وأهداف المجموعة واللوائح الداخلية للمبادرات وهم يخططون لإقرار نظام العملية الانتخابية في القريب.
الاستدامة والتوسع
تعتمد محليات الدقى والعجوزة في المقام الأول على المتطوعين بما في ذلك المناصب القيادية، وفي حين أن هذا لم يشكل اي عقبات لعملهم حتى الآن إلا أنهم معرضين لأن يترك الأعضاء عملهم بدون إنذار. ولضمان استمرارية عملهم حاولوا إنشاء بنية تشبكية بحيث توجد مجموعات من “المحليات” في جميع أنحاء البلد. ونظراً لعدم وجود “محليات” التي كانت تمثل المظلة الشبكية الأصلية قررت محليات الدقى والعجوزة إيجاد نسخ متماثلة لأولاد علام في مناطق مختلفة.
سوف تستمرأنشطة تحسين المجتمع المحلي من خلال إعداد لجان شعبية محلية مُشكلة من السكان في المناطق المختلفة، وأن تقوم المبادرة بتقليل دعمها لكل لجنة تدريجياً حتى تصبح لجنة مستقلة، و بذلك تكون المبادرة قد وسعت أنشطتها في مناطق القاهرة والجيزة. ولكن للأسف هذا التوسع ليس ظاهر لأن اللجان الشعبية تقوم تحت اسم المنطقة وليست تحت اسم محليات الدقي والعجوزة، ولذلك فإن الإنتشار الجغرافي للأنشطة لن يؤدي بالضرورة إبى انتشار اسم المبادرة.
ويصورة موازية لذلك تحاول محليات الدقى والعجوزة أن تتوسع في معرفتها بمنطقة الجيزة وقضاياها عن طريق دراسات استقصائية وحملات مجتمعية في الاحياء التي لم تبدأ العمل فيها بعد. على سبيل المثال في مارس ٢٠١٤ بداءوا حملة أطلقوا عليها أكتب بكره في مناطق ميت عقبة و أرض اللواء للطلب من السكان تحديد مشاكل المجتمع والحلول المقترحة.
رؤية تضامن
كما جاء في صفحتهم على الفيس بوك تهدف محليات الدقي والعجوزة “لتكوين مجموعات شعبية تعمل على حل مشاكل مناطق سكنهم، وتفعيل الرقابة الشعبية على السلطات المحلية”. تستطيع هذه المبادرة أن تقدم دروسا قيمة ونموذج لافضل الممارسات للمبادرات المستقبلية التي تستهدف تنمية المجتمع المحلي من خلال مشاركة بناءة بين المواطن والحكومة. إذا تم التوسع في القيام بمبادرات مماثلة في المجتمعات المحلية ونجحت تلك المبادرات في إقامة علاقات عمل تعاونية مع الادارات المحلية فإنه من الممكن ان يؤدي ذلك الى زيادة المجالات لمشاركة المواطنين في الحكم المحلي والانتخابات المحلية. وقال أحد الاعضاء أن حلمه أن تركزالسلطات المحلية على احتياجات المجتمع المحلي وتقوم بالاستجابة لها بسرعة دون انتظارطلبات أو شكاوي من السكان. إذا فشلت السلطات في تحقيق ذلك يجب ان يكون للسكان الحق في محاسبتهم. إن إشراك المواطنين في الحياة السياسية المحلية يُحمّل السلطات المحلية مسؤولية القرار ومن ثم حماية المصالح العامة – حيث يقوم المواطنون أنفسهم بتحديد أولويات تلك المصالح. المبادرات التي تقوم بتطوير تشارك المواطنين مع الحكومة على المستوى المحلي – لا سيما عند المطالبة بحقهم في الوصول إلى المعلومات – سوف تظل تمثل أداة حاسمة لمعالجة القضايا الحضرية في مدننا.
١.شاركت محليات الدقي والعجوزة في هذه الأهداف في الماضي ولكنها انجرفت بعيداً عنها بعد أن قامت بمراجعة الرؤية والرسالة. و هي تعيد النظر في الوقت الحالي في هذه الأهداف الأولية وتخطط لإجراء مناقشات داخلية حولها لا سيما هدف المشاركة في انتخابات المجالس المحلية.
٢.لمزيد من المعلومات عن اللجنة الشعبية لميت عقبة الرجاء مراجعة مقالة تضامن عن المبادرة
٣. يتطابق تقسيم محليات الدقي والعجوزة إلى حد كبير مع التقسيم الرسمي للاحياء كما جاء في الموقع الرسمي لمحافظة الجيزة على الانترنت
٤.عانى نظام توزيع الخبزالمدعم في مصر طويلاً كما وصف في مقالة: ” انتقاد نوعية العيش البلدي يبدو أنه شيئا من الهواية الوطنية. في المناطق محدودة الدخل التي يعتمد فيها الناس اعتماداً كبيرا على الغذاء المدعم يسمع المرء عادة شكوى من أن الطوابير في المخابزطويلة وأن السلع تنفذ سريعاً. يقول السكان أيضاً أنهم غير قادرين على شراء نفس الكمية من الدقيق المدعم كما كانو من ذي قبل. إن النقص في الخبز والدقيق يحدث – كما يدعون – لأن أصحاب المخابز و المطاحن يبيعون كميات كبيرة من القمح و الدقيق المدعم التي من المفترض أن تستخدم لصنع الخبز بخمسة قروش في السوق المفتوحة بأرباح ضخمة”. في عام ٢٠١٤، تم إصلاح نظام الخبز المدعم. ويمكن الإطلاع على مزيد من المعلومات حول النظام الحالي هنا.
٥.لمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع أقرأ مقالة تضامن عن عزبة أولاد علام.
٦. يرتبط هذا التوتر بنزاع يتعلق بأراضي أولاد علام لايزال مستمر مع الحكومة التي منعت السكان من تقنين ملكيتهم رسمياً وقدرتهم على بيع/إيجار الأراضي بسعر السوق. هذه الحالة غير الرسمية أدت إلى انخفاض قيمة المنطقة والملاك قلقون انهم عندما يتمكنوا في نهاية المطاف من تقنين وضعهم فإن المستأجرين الحاليين سيكونوا غير مستعدين للتخلي عن الايجارات المنخفضة التي يتمتعوا بها حالياً وذلك سيسبب مشاكل. وبالمثل فإن المستأجرين قلقون من وقع تقنين الحيازة عليهم.
الصورة المختارة من, محليات الدقي والعجوزة
The content of this website is licensed by TADAMUN: The Cairo Urban Solidarity Initiative under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-ShareAlike 3.0 Unported License
Comments